تابعونا

مهرجان الشارقة لريادة الأعمال يناقش فرص بناء مستقبل بيئي مستدام


بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال، انطلقت اليوم فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، تحت شعار «حيث ننتمي»، بمشاركة أكثر من 150 متحدثاً من رواد الأعمال، وصنّاع التغيير، والشباب، ونخبة من الفنانين والأكاديميين والمؤثرين والخبراء الدوليين في قطاع الأعمال، ويشهد أكثر من 50 جلسة نقاشية ملهمة تسلط الضوء على أبرز الأفكار المبتكرة في ريادة الأعمال، وتفتح أمام المشاركين فرص للاستثمار بطموحاتهم، وبناء شركات تنافسية عالمية، في بيئة حاضنة وداعمة لتطلعاتهم وجهودهم.

من المصانع الضخمة إلى مصنع في كل منزل

بدوره تحدث الدكتور روبرت وولكوت، المؤسس المشارك ورئيس مجلس الإدارة لـ «TWIN Global Adjunct»، والأستاذ المساعد في الابتكار بجامعة شيكاغو، حول تصوّر المستقبل في طريقة تفكيرنا، بقوله: «إن العمل على تحسين الواقع أمر جيد، ولكن الأفضل هو أن نفكر في ابتكار المستقبل، الذي يعتمد بشكل أساسي على فهمنا للتحديات التي يمكن أن تواجهنا».

وأشار روبرت إلى أن العالم سيتجه في السنوات المقبلة نحو تقليص المنشآت التي تقوم عليها مختلف القطاعات الاقتصادية، بما يضمن تقليص الجهد وزيادة عوامل جودة المنتج واستدامة البيئة.

وقال روبرت: «إن اختصار الوقت في تلبية طلبات العملاء سيكون هو السمة الأساسية للتكنولوجيا في قطاع الأعمال، وهذا سيحدث بالتخلي عن المصانع الضخمة، والاستعاضة عنها بمصانع متوسطة الحجم أقرب إلى مناطق السكان، والتطور الأكثر ثورية في ذلك أن تصبح الطابعات ثلاثية الأبعاد في منازلنا، بذلك نكون قد اختصرنا حجم المصانع، ليصبح كل شخص لديه مصنعه المصغر الخاص ليصمم منتجه حسب رغبته».

ولفت روبرت إلى أن هذا التطوّر سيقلب نماذج الأعمال رأساً على عقب، ويجعل تلك الأعمال مواتية للاستدامة وملائمة للبيئة لأنها ستكون أقل تلويثاً من تلك المصانع التي تزيد من الانبعاثات الكربونية وتأثيرها على التغير المناخي، موضحاً أن هذا النموذج من الأعمال يمكن النظر إليه بصورة قريبة وواضحة بتأمل تقنيات الألواح الشمسية التي توضع على أسقف المنازل والمصانع، فهي أشبه ببديل عن محطات توليد الطاقة العملاقة التي ظلت سائدة لسنوات طويلة.

«اللانهاية وأبعد».. جلسة نقاشية

وشهد اليوم الأول من المهرجان جلسة نقاشية بعنوان «إلى اللانهاية وأبعد: قضية المركبات التي تعمل بالطاقة الشمسية»، تحدث خلالها كل من سعادة حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، وتوم سيلتون، نائب رئيس تطوير الأعمال في «Lightyear»، وحاورهم الدكتور روبرت وولكوت.

وحول ريادة الشارقة في قطاع إنتاج وتصنيع السيارات الصديقة للبيئة، أجمع المشاركون في الجلسة أن الإمارة تعد من أنسب المناطق للاستثمار في التصنيع في العالم بسبب موقعها الاستراتيجي، وقربها من مختلف أسواق العالم، لافتين إلى أن هذه المزايا وفرت بيئة مواتية للمستثمرين في هذا القطاع بالشارقة.

حضور ريادي

وأكد سعادة حسين المحمودي أن الدعم الحكومي الذي توليه حكومة الشارقة للصناعات الابتكارية وتعزيز حضور السيارات الصديقة للبيئة يمثل محفزاً كبيراً للصناعة، وهو ما يسهم في تحقيق الإمارة حضوراً ريادياً في هذا القطاع، ومن خلاله تبرز إنجازات مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بدءاً من القطارات الكهربائية التي يعمل الباحثون في المجمع على تطويرها، وهي قطارات تصل سرعتها إلى 200 كم في الساعة، وحتى السيارات الكهربائية.

بدوره، أشار خالد الحريمل أن الشارقة تعمل على تطوير مصانع لتحويل النفايات إلى هيدروجين، حيث تستفيد منه لإمداد السيارات بالطاقة، عبر حلقة دائرية وعمليات صديقة للبيئة، لافتاً إلى أن هذه الجهد يمثل ثمار التفكير الابتكاري الذي يقوده رواد الأعمال المبدعون.

ومن ناحيته، قال توم سيلتون: «من أهم التطورات التي تحتاجها السيارات الكهربائية هي ابتكار وسائل  أقل تكلفة لشحنها بالطاقة، خاصةً في ظل الارتفاع الكبير لأسعار البطاريات عالمياً، وهذا يعني أننا قد نشهد خلال السنوات القادمة ابتكار سيارات تعمل بطريقة أفضل من السيارة الكهربائية المعروفة حالياً».

وكرّمت الشيخة بدور القاسمي شركاء الدورة السادسة من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»، وضمت كلاً من: مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، ومجموعة (أرادَ) للتطوير العقاري، ومدينة الشارقة المستدامة، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، ومجلس سيدات أعمال الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وبنك الإمارات للتنمية، والهلال للمشاريع الناشئة الابتكارية، ومكتب الشارقة للاستثمار المباشر (استثمر في الشارقة)، وشركة «البيت الأخضر» التابع لمجموعة شلهوب، ومؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية (رواد)، مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية، والشبكة الوطنية للاتصال.

تجربة تفاعلية

ويحظى زوار المهرجان بفرص حضور أكثر من 30 ورشة عمل تتيح المجال أمامهم للتواصل مع أفضل الممارسات العالمية، وتعرِّفهم على أسرار الاستثمار الناجح، إلى جانب إثرائهم بباقة من النقاشات والحوارات الملهمة التي ينخرط فيها جميع رواد الأعمال والمبدعين.

شارك :

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp