أحدث الاخبار

تابعونا

جامعة كندية تصنف الأطباق بحسب بصمتها الكربونية

عند واجهة المقصف في جامعة مونتريال للتقنيات المتعددة، بات بإمكان الطلبة منذ فترة قريبة الاطلاع بجانب سعر كل صنف غذائي على بصمته الكربونية، في إطار مبادرة توعوية تقدم معلومات مفاجئة لكثيرين.

 

وتقول إليزابيت لابونتيه، الطالبة في الهندسة الكيميائية: “لقد فوجئت عندما رأيت أن طبقاً مكوّناً من اللحم حاز تصنيفاً أفضل من طبق نباتي”.

تصنيف يراوح من A إلى F

تحصل ثلاثة أطباق ساخنة على تصنيف يراوح من A إلى F، يوم الخميس من كل أسبوع، بما يوازي “مروحة معينة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”، على ما يوضح باتريك سيغانا من مكتب التنمية المستدامة في الجامعة الكندية.

 

ويشير سيغانا إلى أن هذا المشروع المدعوم من الطلاب، “يرمي إلى المساهمة في التثقيف والتوعية”.

 

وتؤكد ماري لوريو، الطالبة البالغة 22 عاما أن هذه المبادرة “من شأنها أن تساعد الطلبة على تحديد الأفضل للبيئة”، مقترحة تقليص أسعار الأطباق الأقل تلويثاً للبيئة.

 

ويلفت دانييل فرنانديز، طالب الماجستير الذي يستعد لتناول شطيرة باللحم تحمل تصنيف B مقارنة بشطيرة فوكاتشا بالخضار نالت علامة D+ بسبب احتوائها على الجبن، إلى أن “التغيير الحقيقي في العقلية لدينا، يجب حقاً أن نعي هذا المعيار”.

 

من المزرعة إلى الطبق

ولاحتساب البصمة الكربونية لكل طبق، استعانت الجامعة بمحللين من المركز المرجعي الدولي لتحليل دورة الحياة والانتقال المستدام، الواقع على بعد حوالي مئة متر فقط من الحرم الجامعي.

 

واحتسب فريق صغير من الباحثين والطلبة البصمة الكربونية لكل مكوّن: “بالاستناد إلى قواعد بيانات تم تطويرها خلال دراسات سابقة”.

 

ويوضح المدير العام المساعد لمركز البحوث فرنسوا سونييه “الأمر يبدأ فعلاً من الحقل، أي من لحظة زرع النبتة، وصولاً إلى تقديم الطبق في الكافيتريا”.

 

ويشير سونييه إلى أن الحسابات التي يجريها تشمل كل مراحل النقل، ولكن أيضاً الهدر الغذائي والطهو في مطعم الجامعة.

 

ويضيف الباحث “بعض النتائج تدفع المستهلك إلى طرح تساؤلات، وهذا يكسر أفكارا متوارثة”، متوقفاً عند البصمة الكربونية المرتفعة للجبن والأرز “الذي يشكل مصدرا هاما لانبعاثات الميثان”.

“سلطة هائلة”

وتذكّر المحللة في الزراعة والأنظمة الغذائية لدى شركة “إكيتير” كارول آن لابيار بأن النظام الغذائي (بما يشمل إنتاج الأطعمة وتغليفها وتوزيعها) ، يمثل “المصدر الأول لانبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي”.

 

وتقول الخبيرة إن مبادرة جامعة مونتريال للتقنيات المتعددة “تعطينا سلطة هائلة كمستهلكين، لأننا قادرون على إجراء خيارات مختلفة”، مقرة في الوقت عينه بصعوبة تغيير النظام الغذائي بالكامل. وتدعو في هذا الإطار إلى اعتماد هذا التغيير “على شكل تحديات”، أي على مراحل.

 

رغم أن المشروع المقام في الجامعة الواقعة بمقاطعة كيبيك فريد من نوعه في كندا، ظهرت مبادرات مشابهة في بعض المطاعم البريطانية أو في جامعة فرنسية سنة 2019.

 

لكن بالنسبة للبعض، تبقى “الأولوية الرئيسية هي للسعر”، خصوصا في ظل التضخم المتسارع في هذه المرحلة، وفق الطالب شلابي رياض البالغ 24 عاما بعيد دفعه ثمن طعامه.

 

شارك :

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *