أحدث الاخبار

تابعونا

الأمم المتحدة تسعى بإصرار إلى إبرام اتفاقات دولية في خضم الاضطرابات العالمية

على الرغم من الأدلة القوية على أن النشاط البشري لعب دورا في الأحداث المناخية الكارثية، وظهور أزمة الوقود التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا، استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع. ومع ذلك، أبقت الأمم المتحدة حالة الطوارئ المناخية على رأس جدول الأعمال الدولي، وتوصلت إلى اتفاقات رئيسية بشأن التمويل والتنوع البيولوجي.

 

عندما اختتم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP26) في غلاسكو، في نهاية عام 2021، لم يكن أي من الحاضرين يتخيل أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى اضطراب في الاقتصاد العالمي، مما يقنع العديد من الدول بتعليق التزاماتها بشأن تبني اقتصادات منخفضة الكربون، حيث سارعت الدول إلى تقليل اعتمادها على إمدادات النفط والغاز الروسية، وتأمين إمدادات الوقود الأحفوري في أماكن أخرى.

وفي الوقت نفسه، أشارت مجموعة من الدراسات إلى استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، وفشل البشرية في خفض انبعاثات الكربون، والتعامل مع التهديد الوجودي لحالة الطوارئ المناخية.

 

ومع ذلك، واصلت الأمم المتحدة قيادة المهمة البطيئة والمضنية ولكن الأساسية المتمثلة في عقد اتفاقات المناخ الدولية، مع الضغط المستمر على الاقتصادات الكبرى لبذل جهود أكبر لخفض استخدام الوقود الأحفوري، ودعم البلدان النامية، التي يتحمل مواطنوها العبء الأكبر من الجفاف والفيضانات والطقس القاسي الناتج عن تغير المناخ من صنع الإنسان.

 

موجات قياسية من الحر والجفاف والفيضانات

أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) سلسلة من التقارير التي حوت تفاصيل قاتمة على مدار العام.

 

خصلت دراسة أجريت في كانون الثاني/يناير إلى أن عام 2021 كان من بين أعلى سبع سنوات دفئا على الإطلاق.

 

وعندما تم تسجيل موجات حر قياسية خلال الصيف في العديد من البلدان الأوروبية، حذرت الوكالة من أنه ينبغي علينا التعود على المزيد من الحرارة في السنوات القليلة المقبلة، بينما يمكن أن تتوقع أفريقيا تفاقم أزمة الغذاء المتمركزة في القرن الأفريقي، مما أدى إلى نزوح الملايين من الناس: من المرجح ألا يكون لدى أربعة من كل خمسة بلدان في القارة موارد مائية مدارة على نحو مستدام بحلول عام 2030.

 

في حين عانت بعض المناطق من نقص المياه، تعرضت مناطق أخرى لفيضانات كارثية. في باكستان، أُعلنت حالة الطوارئ الوطنية في آب/أغسطس، في أعقاب الفيضانات والانهيارات الأرضية الغزيرة الناجمة عن الأمطار الموسمية التي غمرت حوالي ثلث مساحة البلاد مما أدى إلى نزوح عشرات الملايين.

 

أثرت الفيضانات غير المسبوقة في تشاد على أكثر من 340 ألف شخص في آب/أغسطس، وفي تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن حوالي 3.4 مليون شخص في غرب ووسط أفريقيا بحاجة إلى المساعدة في خضم أسوأ فيضانات منذ عقد.

 

إدمان “وهمي” على الوقود الأحفوري

في نشرتها حول غازات الاحتباس الحراري الصادرة في تشرين الأول/أكتوبر، حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مستويات قياسية للغازات الرئيسية الثلاثة – ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز والميثان، والتي شهدت أكبر قفزة سنوية في التركيزات منذ 40 عاما، مما حدد النشاط البشري كعامل رئيسي في المناخ المتغير.

 

ومع ذلك، على الرغم من كل الأدلة على الحاجة الماسة إلى التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، استجابت الاقتصادات الكبرى في العالم لأزمة الطاقة التي نجمت عن الحرب في أوكرانيا من خلال إعادة فتح محطات الطاقة القديمة والبحث عن موردي النفط والغاز الجدد.

 

شارك :

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *