أحدث الاخبار

تابعونا

ما الذي يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي؟

إن العامل الرئيسي الذي يؤدي حالياً إلى فقدان التنوع البيولوجي هو تدمير الموائل – على الأرض وفي الجداول والأنهار والبحيرات والمحيطات.

 

ما لم نقم بتقليل استخدامنا للوقود الأحفوري بشكل كبير، من المتوقع أن يهدد تغير المناخ وحده ما يقرب من ربع أو أكثر من جميع الأنواع على الأرض بالانقراض بحلول عام 2050، متجاوزاً حتى فقدان الموائل باعتباره أكبر تهديد للحياة على الأرض.

 

إن الأنواع الموجودة في المحيطات وفي المياه العذبة معرضة أيضاً لخطر كبير من تغير المناخ، خاصة التي تعيش في النظم البيئية الحساسة لارتفاع درجات الحرارة بشكل خاص، مثل الشعاب المرجانية، إلا أن المدى الكامل لهذا الخطر لم يقدر حتى الآن.

 

كوكب صحي لبشر أصحاء

تؤثر الخسائر في التنوع البيولوجي على صحة الإنسان بعدة طرق. فاضطراب النظام البيئي وفقدان التنوع البيولوجي لهما تأثيرات كبيرة على ظهور ونقل وانتشار العديد من الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، وتعد 60 في المائة من مسببات الأمراض المعدية، مثل الملاريا وفيروس كوفيد، حيوانية المصدر، مما يعني أنها دخلت أجسامنا بعد أن عاشت في حيوانات أخرى.

 

الفيروس الذي يسبب نقص المناعة البشرية / الإيدز، والذي قتل أكثر من 40 مليون شخص حتى الآن، من المحتمل أن يكون قد أتى من لحوم الشمبانزي التي ذبحت في غرب وسط أفريقيا. وبشكل عام، قد يكون هناك عشرة آلاف فيروس حيوانية المنشأ قادرة على القفز بين الأنواع وإلينا وتنتشر بصمت في البرية اليوم.

 

وهذا ما يجعل نهج “صحة واحدة” – وهو نهج تعاوني متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات يجمع بين مختلف الوكالات الحكومية الدولية والحكومات والجهات الفاعلة المحلية والإقليمية لمعالجة صحة الإنسان والصحة البيئية معا – أمراً بالغ الأهمية لتقليل مخاطر انتشار الأمراض في المستقبل.

 

لذلك، إذا أردنا التفكير بطريقة أنانية، فإن تمتع العالم الطبيعي بصحة جيدة سيؤدي إلى أن نكون نحن أيضا أصحاء.

 

بوليصة تأمين لحياة الكوكب

يتمثل التحدي الرئيسي للمنظمات التي تعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي في إقناع الآخرين – صناع السياسات والجمهور على وجه الخصوص – بأننا نعتمد بشكل أساسي على الحيوانات والنباتات والميكروبات التي نتشارك معها هذا الكوكب الصغير. نحن نعتمد كلياً على السلع والخدمات التي يوفرها العالم الطبيعي، وليس لدينا خيار آخر سوى الحفاظ عليه.

يقدر المنتدى الاقتصادي العالمي أن نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي – أي حوالي 44 تريليون دولار – يعتمد على الطبيعة. على الصعيد العالمي، تبلغ الإيرادات السنوية لصناعة الأدوية 1.27 تريليون دولار، وتبلغ تكلفة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وحدها سنوياً أكثر من 4 تريليونات دولار.

 

وبالمقارنة، فإن المبلغ المطلوب لسد فجوة التمويل للحفاظ على التنوع البيولوجي لا يتجاوز 700 مليار دولار في السنة. للحفاظ على صحة الكوكب وتوفير بوليصة تأمين على حياته، فإن هذا الرقم لا يعتبر مجرد صفقة رابحة وحسب، بل هو ضرورة ملحة.

 

لا يمكن للبشر أن يتواجدوا خارج الطبيعة. إن حماية النباتات والحيوانات والميكروبات التي نتشارك معها كوكبنا الصغير ليست طوعية، لأن هذه الكائنات الحية هي التي تخلق أنظمة الدعم التي تجعل الحياة على الأرض، بما في ذلك الحياة البشرية، ممكنة.

شارك :

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *