أحدث الاخبار

تابعونا

دراسة: الأراضي الرطبة تزيد انبعاثات الميثان  

يُسهم غاز الميثان في حوالي خُمس غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية والمتسببة في الاحتباس الحراري.

كشفت نتائج دراسة جديدة أن الزيادات في معدل انبعاثات غاز الميثان التي حدثت في عام 2020 -على الرغم من عمليات الإغلاق وإجراءات مكافحة وباء “كوفيد-19”- يمكن تفسيرها بارتفاع نسبة الانبعاثات من الأراضي الرطبة وانخفاض في بالوعات الميثان في الغلاف الجوي.

ووفق الدراسة التي نشرتها مجلة “نيتشر” (Nature)، فإن “هناك حاجةً إلى نهج متعدد الجوانب للحد من انبعاثات الميثان التي تُسهم بحوالي خُمس غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية والمتسببة في الاحتباس الحراري.

تضيف الدراسة أن “تركيزات غاز الميثان تزايدت في الغلاف الجوي بسرعة خلال العقد الماضي، ويُعتقد أنها مدفوعة بالزيادات في استخدام الوقود الأحفوري والمصادر الميكروبية”.

ينتج الميثان -وهو أحد غازات الدفيئة الذي تزيد فاعليته على فاعلية ثاني أكسيد الكربون بـ34 مرة- بعد موت الطحالب واكتساء البحيرات بالبقع خضراء اللون الغنية بالسموم التي تتحلل في مياه الشرب وتلوثها، ويُسهم غاز الميثان في حوالي خمس انبعاثات غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية.

وتشمل “غازات الدفيئة” -أو كما يطلق عليها “غازات الصوبة الخضراء”- عددًا من المركبات الكيميائية، أهمها غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان والأوزون، وتؤدي زيادة تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مخاطر جسيمة، أهمها التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض.

وبلغت معدلات نمو الميثان ذروتها في عام 2020؛ إذ بلغ نموه أعلى مستوى منذ عام 1984، على الرغم من افتراض أن عمليات الإغلاق ربما تسبَّبت في انخفاض انبعاثات الميثان الناتجة عن النشاط البشري.

من جهته، يوضح “سوشي بنج” -الباحث في العلوم البيئية بجامعة بكين الصينية، والمؤلف الرئيسي للدراسة- أن “النتائج تفسر لغز معدل النمو المرتفع لانبعاثات غاز الميثان في عام 2020 رغم تَراجُع كمية الانبعاثات بشرية المنشأ بسبب إجراءات الإغلاقات التي سبَّبها الوباء”.

يقول “بنج”: تُظهر دراستنا دليلًا على ردود الفعل الإيجابية لغاز الميثان في الأراضي الرطبة على ظاهرة الاحتباس الحراري، وتذكرنا بأنه يجب أخذ اتجاهات الانبعاثات البشرية التي تغير مستوى الميثان في الغلاف الجوي -مثل انبعاثات أكاسيد النيتروجين- بعين الاعتبار عند تنفيذ تعهد الميثان العالمي لتحقيق هدف اتفاقية باريس.

راقب المؤلفون تركيزات الميثان في الغلاف الجوي من المواقع الأرضية والأقمار الصناعية على نحوٍ متكرر (أسبوعيًّا)، واستخدموا قوائم الجرد التصاعدية للانبعاثات البشرية المنشأ وانبعاثات الحرائق، ونماذج انبعاثات الأراضي الرطبة، لإظهار أدلة متسقة من خلال طرق مختلفة على أن انبعاثات الأراضي الرطبة في نصف الكرة الشمالي زادت بمقدار 6 تيراجرام (تريليون جرام)، وانخفض جذر الهيدروكسيل بشكل أساسي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بسبب إجراءات الإغلاق.

  كيف تساهم الثروة الحيوانية في إنتاج غاز الميثان؟

يضيف “بنج”: يمكن أن يكون المناخ الأكثر دفئًا ورطوبةً سببًا في انطلاق انبعاثات أكبر من الأراضي الرطبة، لقد أجرى فريق المؤلفين عمليات محاكاة عالية الدقة باستخدام نموذج كيميائي متكامل يتضمن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين.

ويشير الباحثون إلى أن “تركيزات جذر الهيدروكسيل -الذي يتفاعل بسهولة مع الميثان والهيدروكربونات الأخرى في الغلاف الجوي لتكوين ثاني أكسيد الكربون والماء في الغلاف الجوي- انخفضت بنحو 1.6٪ مقارنةً بعام 2019”.

ويُرجع الباحثون ذلك إلى “انخفاض انبعاثات أكاسيد النيتروجين البشرية المنشأ، موضحين  أن “انبعاثات الميثان من النشاط البشري والحرائق انخفضت بمقدار 1.2 و6.5 تيراجرام سنويًّا، على التوالي”.

شارك :

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *