أحدث الاخبار

تابعونا

«المناخ قضية القرن».. التأريخ لقصة تخريب كوكب الأرض

«٧ مليارات إنسان على ظهر هذا الكوكب دفعوا ثمن هذا الكتاب لكنهم لم يقرأوه، شعوب الأرض، بكل تياراتها وفئاتها وطوائفها، دفعت هذا الثمن ووصل الأمر لأن البعض دفع حياته بالكامل، والبعض دفع حريته، والبعض دفع عمله، والبعض دفع عزلته، والبعض دفع غربته، كلهم دفعوا ثمن أزمة التغيرات المناخية وتأثيرها»، كلمات بدأ بها الكاتب حسام الدين محمود كتابه «المناخ قضية القرن»، الصادر عن دار الولاء للنشر والطباعة.

ويضم الكتاب بين صفحاته الـ٢٢٤ من القطع الطويل ٨ فصول وهى: الفصل الأول المناخ قضية القرن، والفصل الثانى مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة ستوكهولم ١٩٧٢، والثالث الانبعاثات والمساهمات البشرية فى ظاهرة الغازات الدفيئة، والرابع يتضمن الشباب والعمل المناخى، بينما الخامس تأثير التغيرات المناخية على اقتصاديات الدول، والسادس يتناول الاتفاقية الإطارية للمناخ باريس ٢٠١٥، بينما الفصل السابع يتحدث حول إفريقيا الأقل انبعاثًا والأكثر تضررًا بين التحديات والتمويل، ويحتوى الفصل الثامن والأخير على التكنولوجيا الخضراء والطاقة المتجددة.

وقال الكاتب فى مقدمة الكتاب: «فقد استيقظ الجيل من هذا القرن على تحدٍ كبير وتأثيرات مفجعة لكوارث الطقس الشديدة التى تفاقمت لتغير المناخ، مما أدى لمعاناة ملايين الناس من هذه التأثيرات التى لا تواجه البيئة فحسب، بل تواجه كل جوانب البشر فى الحياة، وستستمر آثارها فى الازدياد والتردى مع مرور الزمن، وفى مسيرة الإنسان نحو الحياة يبحث عن سبل الأمن والسلام لكن تغير المناخ يهدد حياة وسلامة المليارات من الناس على هذا الكوكب ويلحق بنا الضرر جميعًا وسيظل يلحق بنا الأذى ما لم تتطلع الحكومات والمجتمعات لمواجهته».

وتناول الفصل الأول والذى جاء تحت عنوان «المناخ قضية القرن» تعريف التغير المناخى بأنه التحولات طويلة الأجل فى درجات الحرارة وأنماط الطقس، قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث على سبيل المثال من خلال التغيرات فى الدورة الشمسية، ولكن منذ القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسى لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفورى، مثل الفحم والنفط والغاز، حيث تنتج عن حرق الوقود الأحفورى انبعاثات الغازات الدفيئة التى تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية مما يؤدى إلى حبس حرارة الشمس، ورفع درجات الحرارة، حيث إن العالم يواجه منذ سنوات تقلبات مناخية بسبب الاحتباس الحرارى، تلك الأزمة تعانى منها الكرة الأرضية نتيجة الثورة الصناعية والتى زادت من انبعاثات الغازات الضارة فى الغلاف الجوى.

وأوضح الكاتب أن تغير المناخ أصبح واقعًا تشتد تأثيراته مع مرور الوقت ونحن الشباب أكثر الأجيال تأثرًا بالمواجهة ونحن آخر جيل بوسعه إنهاء تغير المناخ من خلال العلم والعمل والتقنيات العلمية والسياسة والقانون، لنتحد معًا من أجل المناخ وحماية مستقبل الكوكب نحن بوسعنا ذلك وسنقوم به.

ويشير الكتاب إلى أن مسيرة العمل المناخى بدأت عام ١٩٧٢ للبيئة فى مدينة ستوكهولم فى السويد، مرورًا بكل إنجازات وأعمال قدمتها الأمم المتحدة أو إنجازات إحدى الدول واللجان الأعضاء بها وصولًا إلى آخر قمة مناخية والتى عقدت فى مدينة شرم الشيخ.

وخلال السطور التى دوّنها الكاتب استشهد بمجموعة من الأبحاث والمصادر الحقيقية لهذه المسيرة بحيث تكون مرجعًا إلى من يريد أن يطلع عليها من المهتمين بالشأن المناخى، وسبب استعانة الكاتب بهذه الأبحاث أن المناخ قضية قرن، مضى منه ٥٠ عامًا ويتبقى منه ٥٠.

وتطرق الكاتب إلى المشروعات الخضراء والذكية التى قدمها المجتمع الدولى ومنظماته أو الأمم المتحدة نفسها، وكيفية العمل بالطاقة المتجددة، وإنتاج الطاقة الشمسية وكيفية التخلص من طرق إنتاج الطاقة غير النظيفة، ومن الممكن أن يجد العلم حلًا آخر خلال السنوات المقبلة.

وأرجع الكاتب سبب الاحتباس الحرارى إلى التغير المناخى الذى هو احتباس الكرة الأرضية بشىء من غاز ثانى أكسيد الكربون مما تسبب فى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، موضحًا أن سبب هذه الظاهرة فى الأصل هو الثورة الصناعية التى قامت فى أوروبا وأنها أثرت على درجة حرارة الكوكب وكيف كانت حركة التنمية فى أوروبا سببًا فى إفساد مناخ باقى الدول عامة والنامية خاصة.

ومن بين القارات التى تناولها الكاتب قارة إفريقيا التى حدث بها تغير كامل فى شكل البيئة، مما أصبح تأثيره ظاهرًا على الزراعة والحيوان والمياه، كما تطرق لمشكلة التصحر التى يعانى منها الكثير من الدول، وتحدث الكاتب عن الهجرة المناخية التى اعتبرها مصطلحًا جديدًا.

وتناول الكاتب بالحديث الاتفاقيات التى تم توقيعها لتخلص الدول من هذا الانبعاثات بحلول عام ٢٠٥٠، مشيرًا إلى أن الدول الصناعية الكبرى معنية بتعويض الدول التى تحتاج إلى تكيف مناخى. ففى اتفاقية باريس ٢٠١٥ تم توقيع تمويل بقيمة ١٥٠ مليون دولار كان القصد منه أن تعوض الدول المتضررة.

وأوضح الكاتب دور الشباب فى حماية المناخ، وتأثير المناخ على المستوى المجتمعى، والغذاء والصحة النفسية، وكيفية التحول إلى مجتمع بيئى، وتأثير التغيرات المناخية على اقتصاديات الدول، وجهود مصر فى العمل المناخى وقمة شرم الشيخ، وأن مصر تبذل قصارى جهدها من أجل حل هذه الأزمة.

وتطرق الكاتب إلى جهود مصر فى التحول للأخضر بزيادة رقعة المساحات الخضراء، حيث أكد أن حجم انبعاثات مصر من الكربون بلغ ٠.٦٪ بينما حجم انبعاثات إفريقيا بالكامل وصل إلى ٣٪، وعلى الرغم من ذلك فإن مصر وإفريقيا متأثرتان بالتغيرات المناخية، حيث إن مصر كانت لها استراتيجية قبل قمة المناخ هى الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، والهدف منها هو إدراج البعد البيئى فى كل مجالات عمل الدولة المصرية.

شارك :

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *