قال البنك الدولي، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تحولاً جذريًا بالتزامن مع تزايد تعرضها لمخاطر تغير المناخ، وندرة المياه، والضغوط الديموجرافية القوية، وتراجع نموذج ربع النفط والغاز، والمطالب الاجتماعية الهائلة بالاصلاح في أعقاب مظاهرات الربيع العربي، والصراعات الجارية.
وأضاف في تقرير له بعنوان «أهمية الأراضي»، حصل «الدستور» على نسخة منه، أن الاتجاهات السابق ذكرها أدت إلى زيادة الطلب على الأراضي في مقابل العرض المقيد، وبالتالي كان لها تداعيات على طرق استخدام الأراضي والحصول عليها وإدارتها في المنطقة، ومن شأن تحسين حوكمة الأراضي وإدارتها أن يؤدي دورًا مهمًا في التصدي لكل من هذه التحديات ووضع المنطقة على الطريق نحو التعافي والنمو.
وأشار التقرير إلى أن كفاءة استخدامات الأراضي والتي تعتبر من القضايا المحورية في جميع أنحاء المنطقة، وهناك ثلاثة عوامل تلعب دورًا في هذا الصدد.
أولاً: بالمقارنة بالمناطق الأخرى، فإن الأراضي المناسبة للزراعة والسكن والأنشطة الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شديدة الندرة بسبب طبيعتها الصحراوية في الغالب.
وتؤدي هذه الندرة إلى التنافس بين مختلف استخدامات الأراضي والاعتماد على سائر العالم في إنتاج الغذاء والواردات الغذائية وبالتالي، سيتعين على بلدان المنطقة إجراء مفاضلات إستراتيجية بشأن افضل استخدام للأراضي لخدمة الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، وتلك المتعلقة بالاستدامة، وتستند هذه المفاضلات إلى الأهداف التي ينبغي للحكومات أن تسعى إلى تحقيقها بصورة مشروعة بشأن استخدام الأراضي، وما يفضل أن يترك منها للأسواق والمزايا النسبية.
ثانيًا: رغم الإصلاحات الجارية في بعض البلدان، لا يزال ضعف حوكمة الأراضي يكبل إمكانية الحصول على الأراضي، ويخفق في تهيئة بيئة مواتية للاستثمار، ويمنع السلطات من استغلال الأراضي بكفاءة لتحقيق الإيرادات والأهداف الإنمائية.
ثالثًا، تؤثر التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على السبل التي يمكن من خلالها الحصول على الأراضي وتوزيعها، وتحرم النساء على وجه الخصوص من سبل الحصول على الأراضي وإنفاذ حقوقهن فيها.
