أحدث الاخبار

تابعونا

«أعشاب بحرية» تكافح تآكل السواحل والشواطئ

يمثل تآكل السواحل الناجم عن ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب التغيرات المناخية وذوبان الجليد مشكلةً عالمية؛ إذ يلتهم البحر كل عام مساحاتٍ شاسعةً من اليابسة عندما تجرف العواصف الرمال من الساحل الهش إلى البحر.

ووفق دراسة أجراها فريق بحثي مشترك من جامعات أوروبية عديدة، فإن حوالي 8٪ من سكان العالم يعيشون في مناطق على ارتفاع يقل عن 10 أمتار فوق مستوى سطح البحر، وقد يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تأثر ملايين البشر من سكان السواحل بسبب تآكُل الشواطئ.

وتوضح الدراسة التي نشرتها دورية “مارين إيكولوجي بروجرس سيريس” (Marine Ecology Progress Series)، اليوم الإثنين، 28 نوفمبر، أن الأعشاب البحرية يمكن أن يكون لها دور كبير في التخفيف من مخاطر تآكل الجروف الساحلية بنسبة تبلغ 70٪؛ بفضل شبكة جذور الحشائش الممتدة في نسيج التربة، والتي تعمل على تماسُك الرمال.

وتعتمد الطرق التقليدية لمقاومة تآكل السواحل على تجديد الساحل وتغذية الشواطئ برمال جديدة في المواقع التي تسبب فيها العواصف أكبر قدر من الدمار، بالإضافة إلى بعض سبل الحماية البدائية مثل استخدام النفط في تثبيت الرمال أو نصب الحواجز الخرسانية، ففي هولندا على سبيل المثال، تجري حماية الساحل من خلال بناء سدود مصنوعة من الحجر والطين، بالإضافة إلى الدفاعات الطبيعية مثل النظم الإيكولوجية الساحلية المزروعة مثل المستنقعات المالحة وأشجار المانجروف باعتبارها حلولًا مستدامة للدفاع عن العواصف والفيضانات من خلال تقليل طاقة الأمواج.

في هذه الدراسة، أخذ الباحثون عيناتٍ من الرواسب الرملية  من عدد من المواقع، كانت تتخلل بعض هذه الرواسب حشائش بحرية، في حين خلا بعضها من الحشائش، ووُضعت هذه العينات في خزان كبير قادر على محاكاة حركة الأمواج.

أظهرت التجارب أن تأثير الأمواج على رمال الساحل يقل بدرجة كبيرة عندما تنمو فيها الأعشاب البحرية، كما أخذ الباحثون أيضًا عينات من قاع البحر الموحل، لكنهم وجدوا أن تأثير الأعشاب البحرية كان أقل، لكن هذا الأمر أقل أهمية؛ لأن قيعان البحار الموحلة توجد بشكل شائع في المضايق ومناطق أخرى أقل تعرضًا للأمواج.

يقول “إدواردو إنفانتس”، الباحث في البيولوجيا والعلوم البيئية بجامعة جوتنبرج السويدية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: إن الفريق افترض أن النتائج المتناقضة السابقة حول دور حصائر جذور الأعشاب البحرية في منع التآكل قد تنجم عن الاختلافات في نوع الرواسب، ولاختبار هذه الفرضية، درس الفريق الكيفية التي تخفف بها حصائر جذور الأعشاب البحرية التي تزدهر في كلٍّ من الرواسب الرملية والموحلة من تآكُل الجرف الناجم عن الأمواج.

يضيف “إنفانتس” في تصريحات لـ”للعلم”: أظهرت نتائج التجربة أن الجذور تؤدي دورًا فعالًا للغاية في تقليل معدلات تآكل الجرف في الرواسب الرملية، بنسبة تصل إلى 70٪ في الرواسب الرملية ذات الكتلة الحيوية لجذور الأعشاب البحرية، في المقابل، كانت معدلات تآكل الجرف في الرواسب الطينية المتماسكة منخفضةً وغير متأثرة بجذور الأعشاب البحرية.

ويقترح المؤلفون تطوير إستراتيجيات الإدارة البيئية لتعزيز استقرار الرواسب الرملية عن طريق استخدام أنواع الأعشاب البحرية ذات الكتلة الحيوية العالية تحت الأرض، واستخدام الأنواع سريعة النمو، وتطبيق تدابير استقرار مؤقتة للرواسب.

شارك :

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *